فى كل صباح تتسلل الشمس من بين فتحات نافذة حجرتى ، تحاول بأشعتها الدافئة أن توقظني لكي تخبرني بميلاد يوم ٍ جديد ، أحاول أن أقاومها وأخبرها بأن ليس فى يومك من جديد ، أهرب منها وأضع وسادتي على رأسي لكي لا أضعف أمام سحر أشعتها، ولكن دائما ً ما تنتصر عليّ وتجعلني أنهض من فراشي لأستقبل يومها ، فأفتح لها النافذة على مصرعيها ، وأسمح لأشعتها تملأ جميع أركان حجرتي.
أشعر وقتها بابتسامة تملأ السماء ، في لحظات قليلة يستعيد قلبي أمله ، وتتجدد بداخلي كل أحلامي الجميلة، وتعدني الطبيعة بجمالها أن هذا اليوم سيحمل لي الكثير من الأماني المستحيلة .
أتناول قهوتي ، وأستمتع كثيراً بها وكأنني لم أتناول قهوة من قبل ، أرتدي سريعاً ملابسي وأخرج الى عملي متشوقة لمعرفة ما يخبأه لي هذا اليوم . يقابلني في الطريق رجلًٌ عجوز يبتسم لي ، فيزداد قلبي تفاؤلاً بابتسامته الحنونة، أبدأ عملي بنفس التفاؤل والحب ، وتتاوالى الساعات ولم يحدث أي جديد ، وكالعادة يمتلىء الشارع بشجار الناس وتتعالى الأصوات ، تحدثني صديقتي على الهاتف وتشكو لي همومها فأحاول أن أخفف عنها وأهدأها وعندما أنتهي من الحديث معها أشعر وكأني انتقلت إليَّ همومها دون أن أشعر .
ويقترب اليوم على الانتهاء ويحدثني عقلي ، ويلوم عليَّ ، ألم أقل لكِ أن ليس فى اليوم من جديد ، ويجادله قلبي بدقات منخفضة فمازالت الشمس لم ترحل ومازال لديَّ أحلام .
ينتهي وقت العمل ، وأنا في طريقي إلى المنزل أنظر فى وجوه الناس لعلي أجد أثر لأبتسامة تجعل عقلي يصدق كلمات قلبي ، ولكن لا أمل فى وجود إبتسامة ، وكأن وجوههم لم تعرف يوماً معنى للابتسام .
حتى الرجل العجوز تلاشت ابتسامته وكأنها سرقت منه دون أن يشعر ..ويبدأ أملي يختفي وتختفي معه ابتسامتي أنا أيضا ..
أدخل حجرتي وأرى الشمس قد غربت وملأ الظلام الحجرة ، أغلق النافذة وكالعادة أسكب أمالاً كانت على الورق ، ويشكو قلمي لورقتي من يأس من حولي ، تصاحبني وقتها الكلمات ، وأشعر أنه لايوجد غيرهم فى الحياة ، أصدقائي فهم يعرفوني أكثر من ذاتي ، ينتهي حديثي مع الأوراق فأضع أوراقي
وأخلد إلى النوم لعلي أجد فى الأحلام شمساً تصدقني وتحقق ليَّ الأحلام .
وينتهي يومي ، وأضع من جديد وسادتي على رأسي ، ويدور فى عقلي سؤاله المعتاد ؛ ماذا ستفعلي غداً ...... عندما تأتى الشمس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]